أرشيف

تباينات في ساحة التغيير بصنعاء تفقدها زخمها الثوري

فقدت ساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء جزءاً من زخمها الثوري لتبدو مشدودة لحالة من الترقب في تحديد اتجاهات مسار الفعل الثوري المتوائم مع تفاعلاتها الطارئة والمتضاربة حيال المرحلة المقبلة .


 

الانقسام في المواقف والتوجهات بين مكونات الثورة الشبابية والشعبية حيال التعامل مع المتغيرات السياسية عقب التوقيع على المبادرة الخليجية وتدشين الخطوات الأولى لتطبيق بنودها، بات يمثل المشهد الأبرز الذي يختزل ما يمكن وصفه ب”أعراض انتكاسة مسار الحسم الثوري التي يمكن استشعارها في تراجع حيوية التفاعلات الثورية اليومية وحصر مظاهر تصعيد الفعل الثوري في مسيرات احتجاجية متفرقة ومحدودة تتصدرها شعارات من قبيل المطالبة بمحاكمة الرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح وأقاربه والتعبير عن رفض قانون الحصانة القضائية الذي يمنح صالح، وبشكل منفرد، ضمانات لاحقة لخروجه المرتقب عن السلطة في ال 21 من شهر فبراير .


 

واعتبر الناشط في ساحة التغيير بصنعاء نورالدين أحمد المعمري أن الثورة الشبابية والشعبية التي اندلعت في شهر فبراير العام الماضي بتوافق الإرادة الجماعية للمكونات الثورية، تواجه ومنذ بدء سريان اتفاق التسوية السياسية بفعل المبادرة الخليجية أزمة حقيقة في استعادة قدرتها على خلق إجماع داخل الساحات باتجاه تحقيق الحسم الثوري من جراء التباينات في التوجهات والمواقف بين مكوناتها إزاء التعاطي مع المتغيرات السياسية القائمة في البلاد .


 

وأشار المعمري ل”الخليج” إلى طبيعة التباينات الراهنة بين المكونات الثورية داخل ساحة التغيير والساحات الأخرى قائلا إن هناك خلافات متصاعدة وصلت إلى حد التصادم بين بعض المكونات الثورية المنقسمة بين مؤيد لتوجهات أحزاب المعارضة في التسليم باستحقاقات المبادرة الخليجية باعتبارها حققت الانتقال السلمي للسلطة بخروج الرئيس صالح المرتقب من الحكم وبين رافض لمبدأ التسوية السلمية واعتبار المبادرة الخليجية مؤامرة إقليمية ودولية تستهدف إجهاض الثورة الشبابية والشعبية والالتفاف على أهدافها .


 

من جهته أرجع عضو ائتلاف “شباب اليمن” عبدالرحمن علي السماوي حالة التراخي في مد التصعيد اليومي للفعاليات الثورية عقب بدء تطبيق بنود المبادرة الخليجية إلى ما وصفه ب”تراجع خطاب التحريض الثوري داخل ساحة التغيير والساحات الأخرى في مواصلة حشد الزخم لدفع المكونات الثورية الفاعلة بالساحات باتجاه تحقيق الحسم الثوري” .


 

من جهتها، حملت الناشطة الحقوقية بساحة التغيير أفراح علي إسماعيل المتوكل في تصريح ل”الخليج” أحزاب المعارضة الرئيسة المنضوية في إطار تكتل أحزاب اللقاء المشترك مسؤولية الانقسام القائم والمتصاعد بين المكونات الثورية الممثلة بالساحات وتصاعد تداعيات الأخير إلى حد التسبب في صدامات حادة بين بعض هذه المكونات الثورية .

زر الذهاب إلى الأعلى